Scroll Top

شرق أوسط: مُستعمَل ونظيف

ggdgdgdggdgdgdg

15.jpg (Demo)
شرق أوسط: مُستعمَل ونظيف

كل حروب الأرض تشعلها الأطماع وتغذيها الأطباع. فحين يبلغ العدو حد القرار بإضرام نيران الحرب، يبحث بالمقام الأول عن ذاك “المتقاعد” من وطنيته, المتمتع بأطباع قميئة، ليكون الحقنة المدرّة للخراب. لذلك، عندما تنشط آلة الحرب “اللسانية” عند العدو في التوعّد بمحق البلاد وتغريب العباد، يكون ذاك المتواطىء مهما علا شأنه أو تدنى، الحاكم بأمر الشيطان الذي يخدم العدو بأشفار “العيوب” جاهزاً لأداء فروض الطاعة. نراه تارةً يتبنّى حكاياه ويحاول تلوين صورته القاتمه، من خلال تصويرة كضحية استفزتها هبّة الحق. وتارةً أخرى، يلعب دور خط الإستواء على خارطة الأهداف؛ فيسهّل للعدو تمريراته وإجرامه من خلال الإشارة إلى أهمية الأهداف التي أصابها بنجاح، والتنويه إليه بأهداف أخرى تضاعف من حماسته ليدمّر أكثر وأكثر.
يمكننا القول، إنّ العمالةَ مقبرة الهدّامين وضعاف النفوس الذين يبايعون الخزيَ من أجل الجزية. فمنهم من يبيع وطنه من أجل منصب، وآخر يشي بأبناء جلدته من أجل مكسب مالي أو “شُهرَوي”. فتراهم يتزاحمون لخدمة العدو على المنابر وعبر المنصّات الإعلامية، فيرفعون الصوت ويشحنون الكلمة بتيارات كهروـإستسلامية على غرار المطالبة بالخضوع للعدو وفقاً لشروطه لإنهاء الحرب بأبخس التكاليف، رغماً عن أنف الدم والأرض. كما توجد ضروب أخرى من خدّام العدو الذين يلعبون على ضفتيتن متضادتين: يلعنون في العلن أفعال العدو القاصرة، ويطعنون المقاومة في الخاصرة.
لطالما أُسبغت على الحروب المُستعرة صفة طبّاخة الشرق الأوسط الجديد؛ شرق أوسط متخمٌ بالإستسلام والخنوع والإنقياد. فهو يشكّل مساحة للعدو كي يهدم حضارات ومنارات، ويبني مستعمرات ومستوطنات يستبدل فيها أصحاب الأرض الأصليين بصليةٍ من المستوطنين والباقي المتبقي من الأصليين المتآمرين. وبمناسبة هذا الطموح، نقول لهم، إن هذا الشرق الأوسط لن يكون جديداً، بل سيكون مستعملاً ولكنه نظيفاً من شوائب المتخاذلين الذين استطاع الطوفان أن يبلّل قذارتهم الجافة، فأحالها وحلاً ظاهراً على أجسادهم. فمهما كانت وجهات النظر من الحاصل متفاوتة، لكنها تتقاطع حتماً عند نقطة محاربة من باع وطنه وخان أرضه.
بنداءٍ “خارق للصوت”، نخاطبكم يا عملاء الأرض! إنّ العدو الذي يهدم مشفى الشفاء، ويستهدف مراكز الإيواء، ويحرق الخيام في العراء، وينتقم من حلقات العزاء، هو نفسه سيركلكم حين تنتهي أهدافه ويتمّمُ رسالة البلاء. كونوا على ثقة بأنكم كعبارة “حظاً موفقاً” بالنسبة لطالبٍ تائه في إمتحان الفيزياء.
محمد رشاد الحلبي

Leave a comment