Scroll Top

طبني طبتك العافية

5-13-576x400-1.jpg (Demo)

حين تخونك المهارة وتغيب الكفايات اللازمة لتحقيق اجراء استشفائي معين، يقع الخطأ الطبي. ومع غياب اي خفير او رقيب، ينصب الموت خيما دائمة في اروقة عيّنة لا يستهان بها من مستشفيات لبنان التي تولي الصرّاف الآلي للبنوك اهمية تهزم تلك المتعلقة بصحة المريض والأهداف النبيلة للطبابة والاستشفاء.
حين نعوّم هذا الموضوع او ندفعه الى الواجهة للبحث والتمحيص في الموجبات المهنية والحاكمية القانونية التي تظلّله، ينبري البعض ممتعضا، معللا الخطأ الطبي بعدم “معصومية” الطبيب، فهو من البشر يجري عملا ومعرّضا للوقوع في افخاخ تعقيدات مهنية اثناء العمل الجراحي، او مواجهة نقص في المعدات يحول دون تحقق نجاح العمل الجراحي ١٠٠٪‏ ، فيصبح المريض اما الشريك الرسمي للعطب الدائم او نزيل القبر. لا أحد يشكّك بنسبة الطبيب الى فئة البشر، وليس منّا من يتبنّى نبوّته، وان كان، مجازيا، لا نستبعد ذلك على مستوى رسالة المهنة الانسانية الخالصة. ولكن!!
بمنأى عن صيغ التعميم وشمل الكل بالجزء، هنالك عدة اشكال وضروب من الأخطاء الطبية التي تقع بسبب الإهمال واللامبالاة من قِبل الطبيب او الطاقم التمريضي المساعد. فمثلا، مغادرة الطبيب الجراح المستشفى بعد اجراء العمل الجراحي دون الاكتراث لإحتمال حدوت هزات ارتدادية او مضاعفات، فيقفل هاتفه او يمتنع عن الرد على المكالمات، مما يجبر الطاقم المناوب على اتخاذ اجراءات اجتهادية، يمكن ان تكون غير صائبة، مما يزيد الطين بلّة ويجعل المريض في خبر كان.
ومن الأخطاء الدارجة والمتكررة، جرعات مخدّر زائدة، ترك ادوات في باطن المريض، سوء تشخيص وتعريض المريض لرحلة مرض شاقة، والروح تكون مقبوضة سلف. انطلاقا من هنا، نأتي على سؤال غاية في الأهمية، اين دور ادارة المستشفى التي تتكرر فيها الأخطاء؟ لماذا شهدنا مؤخرا حوادث طبية قاتلة لأطباء غير رسميين ارتكبوها في كنف مستشفى ” حكومي؟”
” كلّو كوم وانو يكون الطبيب ما عامل امتحان كولوكيوم كوم تاني”

اين دور الدولة والنقابة التي بدلا من المحاسبة، تأخذ الشارع منبرا للدفاع عن الطبيب الموغل في الخطأ كما حدث مع الطفلة التي فقدت أطرافها!!
في مشوارالأخطاء الطبية التي لا تعد ولا تحصى، نسلك طريقا فرعيا لنضيف شيئا وان لم يكن خطأ اجرائي صريح، الا انه بالأعراف الأخلاقية، عيبٌ ضميري وهفوة انسانية قاتلة، هو عدم استقبال المريض بالحالات الطارئة دون ايداع مبلغ من المال، فيحارب اهل المريض طواحين الهواء لتأمين المبلغ المطلوب، والى حين تأمين المال يكون المريض قد لفظ الروح فتتحول وجهة المال الى مراسم الدفن والعزاء. واللافت بشكل مثير للسخرية، حصول عدد من المستشفيات التي ينفّذ فيها الفساد الطبي غارات يومية، جوائز الجودة والتميز والخدمة النوعية بنوعية مشكوك فيها!!!

ويبقى السؤال: كم من طبيب كرّس وقته لخدمة المريض، وكم من آخر يداوي الناس وهو عليل الضمير؟
محمد رشاد الحلبي

Leave a comment